♥ミ♥مجتمع بين الحياة الطيبة و المعيشة الضنك للأفراد، م.القلم الذهبي ♥&#

سار يكبر و ينمو كما تنمو همومه و تتغول شعيرات شيبه الغازية ببطئ و استفزاز لشعره
و شِعره
اصبح يستحيي ان ينادي أمه وقت الشدة لتنقذه فالزمن علمه أن سنّه سنّ رشد،
لا يأخُذَنَّهُ شَنَآن الطفولة إلى أيام الاستنجاد و الاتكالية المشروعة على المحيط..
[size=16][size=9][size=16]

[/size][/size][/size]
خـــرّت به الظروف من أعلى قمم العناية
الأسرية إلى سفح المسؤولية و هو متطلع لجبال من الاستحقاقات في
مستقبله..فتوارت الايام و توالت السنون كما توالت نوائب الدهر
وانهالت عليه المصائب الواحدة تلو الأخرى على ايقاع سقوط البَرَدِ سِجّيلاً قاتلا
و هو يقرأ عن أحد الحكماء أن كل ضربة تصيبه تجعله أقوى و أصلب في المستقبل..
[size=16][size=9][size=16]

[/size][/size][/size]
نفث دخان أيامه و هو ُيسألُ عما إذا كان بخير فليلقي ببنت شفة بالعبارة الشهيرة:
" عايشين." دونما تحديد لرأيه في حاله التي اضحت يرثى لها

منتصف العشرينيات من ربيع عمره استوفاه
فألحت رغباته في الزواج و التعفف كما تلح المادة في الانجداب لسطح الأرض.. و
عندما أراد ذلك لم يجد زوجة تقبل بالزواج بلا مهر و لا سكن..
إلا انسانة طيبة مثله عاشت ماعاشه،
تنفس مقصودنا الصعداء على إيقاع أيام
"المعيشة" و هو مازال يتطلع لتكوين نفسه حتى حاصره الأولاد بمطالبهم و حضي
من الزوجة بوابل من النقد لقلة مداخيله اليومية
فأضحى لا يدخل البيت إلا ليلا بيدين مشغولتين بحمل سيجارة و أكياس اخرى بلون الأناقة تحتوي قنيناته المشهورة..

تبدلت الحال نوعا ما بعد زمين يعادل زمن الفطام فاضحت أجرته ضخمة نوعا ما

تلك البوابة المنزلية هي الأخرى لم تنل منه سوى القرع بالقدم كل ليلة [size=16][size=9][size=16]

[/size][/size][/size]
يلج البيت في خطى عشوائية بعد أن يفر من خلفها فاتح الباب دون أن ينادي من الطارق
فالطارق معروف لم يقرأ يوما سورة الطارق و لا سورة التكاثر

يصعد السلم و تصعد شياطينه رفقته تستوطن غرفة الابناء و المطبخ و الرفوف
فتتعالى صرخات الزوجة تدعوه إلى اقتناء انبوبة الغاز الفارغة لأن صاحب الدكان المجاور يطلب نقوده الشهرية..
[size=16][size=9][size=16]

[/size][/size][/size]
إلى هنا أذن مؤذن على شاشة التلفاز فتلته تلاوة القارئ لسورة طه
فاستوقفت المشهد الآية




(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي
أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا
فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى))

صدق الله العظيم
فتذكر صاحبنا أنه لم يذكر الله عز و جل يوما.. و ستستوقفك عزيزي القارئ أيضا عن التتبع هذه الآية الكريمة
مع أن موضوعنا الذي بين مقلتيكم الآن ليس دينيا محضا، بقدرما يعالج جذريا أول سبب لفشل الافراد في حياتهم
و بالتالي التسبب في فشل مجتمع كامل
[size=16][size=9][size=16]

[/size][/size][/size]

قبل هذه الاية نزلت آية تذكرنا بأن هناك من سيُعَـــيِّشُهُ الله عز و جل حياة طيبة و بالتالي سيسعى للخير في مجتمعه
و للاصلاح بعد ان يحس بنجاحه
بيد أن معظم مكونات المجتمع تتغافل عن أقوى و اول مسببات النجاح في الحياة
ألا و هي ذكر الله و الاعتصام به و الدعاء إليه
فمريم تمر بأزمة مادية و تبكي و تهاتف جاراتها و تسأل الطبيب دون ان ترفع اكفها لله عز
و جل،مراد يشكو قلة ماله و حيلته فيتمنى ربح 15000 دولار في لعبة لرمي النرد و يقول : باري أربح من أجل عيالي
الحي الفقير وسط المدينة مكون من 20 اسرة فقيرة و يتوسطه مسجد يصلي فيه عادة 4 أفراد لكن كل أفراد الاسر يسعون للبركة بدون فائدة
[size=16][size=9][size=16]

[/size][/size][/size]
ألا و سندندن هنا حول إمكانية النجاح بأسباب الرزق دون الاعتصام بالله
و رحمته عبثا فما اتضح يوما لأجد أنه عام في يم سعادة و هو اغنى اغنياء
الزمن

كما استوقفت صاحبنا الآية استوقفت الكثيرين وجدوا انفسهم في سن اسموها
سن اليأس و اكتشفوا انهم فعلوا كل اسباب الرزق و السعادة و البركة إلا ذكر
الله و الدعاء اليه باستمرار و تيقنوا ان فلاح المجتمع يبدأ بفلاح الفرد و
ما هذا الأخير بمتعدد المسالك ..

فهلا تخر ساجدا تبكي لربك قسوة المعيشة و تسألأه حياة طيبة لك و لمحيطك؟

هل يوجد في الوجود مجتمع يعيش حياة طيبة إلا و كانوا يتحضرون معية الله و انهم قيم روحية لا مادية؟

ما الانسان بالنسبة لك إلا كائن يستحيل ان يعيش حارما نفسه من الغذاء الروحي؟

هل تعيش حياة طيبة أم معيشة ضنكاً؟ و هل تعرف ان نجاح مجتمعك رهين بحياتك الطيبة؟